إن تعلّم لغة جديدة يمكن اعتبارة رصيدا جيّدا للعملية المعرفية للشخص. فالدماغ عند الأشخاص المتحدثين بعدة لغات يعمل بطريقة مختلفة عن الأشخاص المتحدثين بلغة واحدة، وهذا الاختلاف يعود للعقل بعدّة منافع، وهذا ما سنتحدّث عنه في هذا المقال.
1- التحسّن في لغتك الأم:
تعلّم لغة جديدة يوجّه تركيزك إلى كيفية عمل اللّغة من قواعد وتصريفات وبناء الجمل ...الخ وهذا ما يجعلك أكثر إحاطة بالطريقة المبنيّة عليها هذه الّغة. وهذا ما سيجعلك أكثر مهارة في التواصل سواء بالكلام أو بالكتابة، وأيضا تتحسن أكثر في قدراتك السماعيّة وهذا كلّه يؤثر بشكل إيجابي على قدراتك في لغتك الأم أيضا.
2- تجعلك أكثر ذكاء:
إن تعلّم لغة جديدة يعتبر تحدّيا كبيرا لأدمغتنا، فالتحدّث بلغة جديدة يعني التواصل بنظام جديد تماما ليس معتادا عليه دماغك (مصطلحات جديدة، قواعد جديدة، نطق بكلمات جديدة وأيضا الكتابة برموز جديدة ...الخ)، وهذا التحدّي الكبير لدماغك يجعله يتطوّر ويتحسّن في حلّ المشاكل التي تطرأ عليه، وهذا ممّا يزيد من ذكائك.
3- تحسين قدرات الذاكرة:
المختصون بالتوعيّة
غالبا ما يشبّهون الدماغ بالعضلات في طريقة العمل، لأنه يتحسّن أكثر كلما تدرّبت أكثر. وتعلّم لغة جديدة يتطلّب منك حفظ الكثير من المصطلحات والقواعد الجديدة باستمرار، وهذا يجعل خلايا دماغك المسؤولة عن الذاكرة تعمل وتتدرّب أكثر مما يحسّن من أدائها، وبالتالي تتحسّن ذاكرتك بشكل عام.
4- تجعلك أكثر فهما وإدراكا:
دراسة حديثة تمّت في جامعة اسبانيّة على مجموعة من الطلاّب و أكّدت أن المتحدّثين منهم بعدّة لغات كانوا أفضل ملاحظة ودقّة من المتحدثين بلغة واحدة، وكذلك كانوا أكثر تأقلما مع الأوضاع الجديدة، وكانوا أكثر تركيزا.
5- تحسين مهارات صنع القرارات لديك:
كلّ لغة تحتوي على الكثير من المعاني والآثار الدّقيقة في مصطلحاتها و مفرداتها، ويمكن لهذه الآثار أن تؤثر بشكل لاواعي (بالطّبع مع طول الممارسة للّغة) على قرارتك في حياتك اليوميّة.
6- بناء القدرة على إنجاز عدة مهام في وقت واحد:
كما نعلم أن الشخص المتقن لأكثر من لغة لديه القدرة على التحدّث بلغة ثم يمكنه التغيير مباشرة إلى التحدّث بلغة أخرى، وهذا الكلام ينطبق أيضا على الكتابة والسمع أيضا، وهذه المهارة في حدّ ذاتها تجعل الشخص متعدّد اللغات يتعامل مع عدّة مهام في وقت واحد بدون أي مشاكل، ويتحسّن في ذلك طالما حسّن في هذه المهارة.
إرسال تعليق