إن علم تشفير المعلومات cryptology هو علم حديث النشأة، بالرغم من أنه استخدم منذ آلاف السنين لإخفاء الرسائل السرية، والدراسة المنهجية لهذا العلم بدأت منذ 100 سنة فقط.
في 1900 قبل الميلاد
في مصر تم العثور على أول دليل معروف على استخدام التشفير بشكل نقش منحوت، في الغرفة الرئيسية بمقبرة النبيل خومين حوتيب الثاني، استخدم الكاتب في المنحوتة رموزا هيروغليفية غير عادية هنا وهناك بدلا من الرموز العادية وذلك لاخفاء الرسالة.
وفي حوالي 100 قبل الميلاد كان من المعروف أن يوليوس قيصر يستخدم التشفير لنقل الرسائل إلى جنرالات الحرب ليتحركوا بدقة أثناء الحرب ويتبادلوا المستجدّات فيما بينهم وسميت هذه الطريقة باسم شفرات قيصر، حيث تعتمد على استبدال حرف مكان حرف آخر مثلا أكتب :"كدونة سبيك للكعبوكات" حيث تظهر للقارئ أنها جملة غير مفيدة ولكن مفتاح الشفرة هو استبدال حرف ك بحرف م وحرف ل بحرف ب فتصبح "مدونة سليم للمعلومات".ولكن حل مثل هذا النوع من التشفير يصبح سهل إذا عرفت نظام التشفير الخاص بها ولا يهم حينها مفتاح الشفرة فمع بعض التجريب ستصل إليه.
و خلال القرن 16
صمم فيجينر Vigenere أول الشفرات التي تعتمد على مفتاح التشفير يعني غير مهم المحافظة على سرية نظام التشفير مثل شفرات قيصر المهم هو المحافظة على سرية مفتاح التشفير، حيث يضع فيجينير في شفراته 26 حرفا وبه أرقام على شكل كسور يعني حتى ولو عرفت نظام التشفير وهو الاستبدال فستستغرق وقتا طويلا جدا لتجد مفتاح التشفير.
وفي القرن 19
عندما أصبحت كل الآﻻت تعمل بالكهرباء، صمم هيبرن Hebern آلة ميكانيكية كهربائية تسمى الالة الدوارة هيبرن Hebern Rotor Machine ، حيث تحتوي على قرص دوار واحد ويتم تضمين مفتاح الشفرة فيه وبعدها كتابة الشفرة من لوحة مفاتيح.
وفي نهاية الحرب العالمية الثانية
تم اختراع آلة إنجيما Engima من قبل المهندس الألماني آرثر شيربيوس engineer Arthur Scherbius واستخدمت بشكل كبير خلال الحرب العالمية الثانية من قبل الألمانيين، هي آلة تستخدم 3 أو 4 أقراص دوارة أو حتى أكثر، ويتم إيجاد مفتاح الشفرة بتدوير الاقراص ثم كتابة الشفرة بلوحة مفاتيح.
آلة الانجيما تم كسرها من قبل الكريبتوغرافر البريطانييين British cryptographers، وتم الحصول علة الشفرات الخاصة بها.
إلى غاية نهاية الحرب العالمية الثانية
كان عمل التشفير لأغراض عسكرية، وعادة ما تستخدم لإخفاء المعلومات العسكرية السرية. ومع ذلك، جذب التشفير الاهتمام التجاري ، مع الشركات في محاولة لتأمين بياناتهم من المنافسين.
في أوائل السبعينات
أدركت شركة آي بي إم IBM أن عملائها كانوا يطالبون بشكل من أشكال التشفير، لذلك شكلوا "مجموعة تشفير" "crypto group" يرأسها هورست - فيستيل Horst-Feistel. صمموا الشفرات تسمى لوسيفر Lucifer يعني الشيطان. في عام 1997،تم قبول لوسيفر في الدولة وسمي ب ديس DES وفي السنوات التالية، تم كسر ديس من هجوم بحث شامل. كانت المشكلة الرئيسية مع ديس من مفتاح التشفير له حجم صغير. كما زادت قوة الحوسبة و أصبح من السهل الحصول على مفتاح سري بسهولة .
وفي الأخير يعلمنا تاريخ علم التشفير أن رسالتك السرية يجب أن تعتمد على سرية مفتاح التشفير وليس على سرية نظام التشفير وهذا ما يعرف بمبدأ كيرخهوفس Kerckhoffs's principle.
إرسال تعليق